نظراً لنمط الحياة السريع الذي نعيشه حالياً، والحالة الاقتصادية الحرجة، في ظل الارتفاع الرهيب في أعداد العاطلين، يضطر الكثيرون للجلوس لساعات طويلة لأي ظروف، كالعمل المتواصل مثلاً، أو أمام الكمبيوتر والتلفزيون، غير مبالين بما سيحدث لهم من أضرار خطيرة على أجسامهم.
فالجلوس يعد مرضاً قاتلاً، حيث يبدأ الجسم بعد ساعات قليلة من الجلوس، في تعطيل وتجميد أي نشاط حيوي لعملية الأيض مما يؤدي إلى إبطاء عمل الدورة الدموية وخفض عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية.
وفي دراسة تدق ناقوس الخطر، وتحذر من أضرار الجلوس لساعات طويلة، أكد خبراء بريطانيون في دراسة أعدت مؤخراً، أن العمل لمدة 11 ساعة يومياً بدلاً من النمط المعتاد 8 ساعات يومياً من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساء يزيد من احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية.
وتزيد ساعة العمل الطويلة احتمال الإصابة بنسبة 67%، كما يقول الخبراء الذين اعتمدوا في استنتاجاتهم على دراسة الحالة الصحية لسبعة آلاف موظف. وترى الدراسة أن على الأطباء أن يسألوا مرضاهم عن عدد الساعات التي يعملونها.
وأكد البروفيسور ميكا كيفيماكي كبير الباحثين أن تطرق الطبيب إلى ساعات عمل المرض هو عملية بسيطة ومفيدة، ويجب أن يصبح أمراً روتينياً. ولا بد أن تساعد هذه المعلومات الجديدة على إتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بعلاج مرضى القلب".
كما قد تكون نتائج هذه الدراسة تحذيراً لمن يعملون ساعات طويلة، حسب ما يرى بروفيسور كيفيماكي. وتشير الدراسة إلى أن 192 شخصاً من الذين رصدت أوضاعهم على مدى 11 سنة قد تعرضوا لأزمات قلبية.
وكان الذين يعملون 11 ساعة أو أكثر يومياً معرضين للإصابة أكثر من غيرهم بمرة ونصف. وحين أضيفت ساعات العمل الطويلة الى عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم أمكن الحصول على صورة أكثر وضوحاً، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي".
ويرى الخبراء القائمون على الدراسة أنه لو أضاف الأطباء سؤالاً حول ساعات العمل إلى مجمل الأسئلة التي يوجهونها لمرضاهم لربما إمكان إنقاذ 6 آلاف شخص من أصل 25 ألفاً يصابون بأزمة قلبية سنوياً في بريطانيا.
ويضيف الخبراء أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية للتأكد فيما إذا كان تخفيض عدد ساعات العمل يساهم في تحسين صحة القلب.
وأكد بروفيسور ستيفين هولجيت من مجلس الأبحاث الطبية الذي ساهم في تمويل الدراسة المذكورة "هذه الدراسة ستجعلنا نعيد النظر في المقولة الشهيرة: "العمل الشاق لن يقتلك".
ومن جانبه، أشار البروفيسور مارك هاميلتون أستاذ مادة الطب الحيوي في كلية الطب بجامعة ميسوري، إلى أنه كلما قلت حركة الجسم، انخفضت كمية السكر التي يحرقها، مما يعني أن ساعتين من الجلوس كفيلتان برفع السكر في الدم بنسبة 7%.
وأكدت البروفيسورة جينفياف هيلي الباحثة في معهد علوم السرطان بجامعة كوينزلاند الأسترالية، أن الجلوس لفترة طويلة يدمر العمود الفقري أيضاً، حتى في حال ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة أو نصف ساعة يومياً، مشيرة إلى أن ممارسة الرياضة لمدة ساعة لا تكفي لدرء خطر الجلوس طوال ساعات.
وأجمع الخبراء على أن حل هذه المشكلة هو المزيد من الرياضة المنتظمة، واقتطاع فترات الجلوس الطويلة لممارسة بعض التمارين الرياضية.
يذكر أن عملية الأيض هى مجموع العمليات التي تتم في الجسم لتحويل الغذاء الذي نتناوله إلى طاقة.
العمود الفقري في خطر
ومن جانبه، أوضح الدكتور وسيم أمير بشير الذي قاد فريق البحث في مستشفي أبردين باسكتلندا خلال محاضرة ألقاها أمام جمعية الطب الشعاعي في أمريكا الشمالية أن الجلوس بشكل مستقيم مع وضع الساقين بشكل متواز مع الجسم يزيد من حدة الإجهاد علي الأقراص القطنية في الجزء السفلي من الظهر.
وقد أجري بشير وفريق البحث دراسة شملت 22 شخصاً لا يعانون من أي أوجاع في ظهورهم وذلك عبر أخذ صور رنين مغناطيسي لهم بعد الطلب منهم الجلوس في أوضاع مختلفة.
وتبين للباحثين أن انحناء الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر إلي الأمام يسبب إجهاداً للظهر أكثر من الجلوس علي كرسي بشكل مستقيم، كما أن الجلوس على كرسي حين يكون الظهر والفخذان في وضع 135 درجة أفضل للجسم من الناحية البيولوجية والميكانيكية من الجلوس عندما يكون وضع الجسم على 90 درجة وهو الأمر الذي يعتبره الناس أمراً طبيعياً .
وفي بحث مماثل، كشفت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر يسبب ضرراً بعضلات الظهر والعمود الفقري، مشيرة إلى أن الجلوس لساعات طويلة يؤثر بالسلب على العمود الفقري وعضلات الظهر، والتي تبدأ بالترهل ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الآلام، بحسب الوكالة العربية السورية.
وأضافت الدراسة أن العظام والأنسجة الغضروفية والعضلات تحتاج إلى كثير من الحركة والجهد، لكي تحافظ على مرونة العظام، لأن عدم القيام بهذه الجهد يعتبر بداية حدوث مشاكل في عظام الظهر.
جلوس الأطفال وخطر التوحد
وأوضح جروش أنه ليس من السهل تحديد الطفل المصاب بإدمان ألعاب الكمبيوتر فتحدث هذه المسألة بشكل تدريجي حتى تتحول إلى إدمان، حيث أنه يؤثر على الأطفال بشكل سلبي، مما يؤدي إلى عدم ممارسة الهوايات، وفي بعض الأحيان يصابون بالسمنة، بحسب جريدة الجزيرة.
ومن جانبه، صرح يورجن ديترينج طبيب الأمراض النفسية، أنه من الممكن معرفة الأطفال مدمني الكمبيوتر عن طريق تغيير في سلوكهم، فإذا توقف الطفل عن ممارسة هواياته أو إهماله لأصدقائه، فهذا يعتبر دليل على دخول مرحلة الخطر.
الكمبيوتر يهدد خصوبتك
وقد توصلت دراسة أمريكية إلى أن الإفراط في استخدام الكمبيوتر المحمول له علاقة بفقدان الخصوبة عند الرجال لأن الحرارة المنبعثة منه تؤثر على السائل المنوي وتضعفه، لذا تنصح الدراسة الرجال الراغبين بالزواج والإنجاب التفكير قبل استخدام الكمبيوتر المحمول بسبب ارتباطه بالعقم.
وقد توصلت دراسة أمريكية إلى أن الإفراط في استخدام الكمبيوتر المحمول له علاقة بفقدان الخصوبة عند الرجال لأن الحرارة المنبعثة منه تؤثر على السائل المنوي وتضعفه، لذا تنصح الدراسة الرجال الراغبين بالزواج والإنجاب التفكير قبل استخدام الكمبيوتر المحمول بسبب ارتباطه بالعقم.
وحذرت الدكتورة سوزان كافيك من المدرسة الطبية بجامعة لويولا في مايوود بولاية أيلينوي، من أن الحرارة المنبعثة من هذا الجهاز يمكن أن تؤثر على إنتاج السائل المنوي وتطوره وقد تضعف فرص هؤلاء الرجال في الإنجاب.
ونصحت كافيك الشباب من عدم وضع الكمبيوتر المحمول على الركبتين بل على طاولة أمامهم إذا أمكن من أجل الوقاية من التلف الذي قد يصيب النطف المنوية ويؤدي إلى التراجع في عددها ويؤثر على قدرتها على الحركة وإخفاقها في التخصيب والإنجاب.
نصائح لتفادي مشاكل الجلوس
وأشار الأطباء إلى أنه يجب أن يكون مستوى الرأس مستقيماً أثناء الجلوس أمام الكمبيوتر على أن نتجنب انحناء الرقبة قدر الامكان، كما يجب أن يتحرك الشخص الجالس أمام الكمبيوتر من مكانه على الأقل لمدة دقيقتين كل نصف ساعة مع القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة في كل مرة ويجب أن يكون وضع الرأس والعمود الفقري مستقيمين، كما يجب اغلاق شاشة الكمبيوتر من وقت لآخر وتركيز النظر على منظر خارجي لإراحة عضلات العينين.
وأخيراً يجب عدم تناول الطعام أثناء العمل على الكمبيوتر لتفادي زيادة الوزن.